مخاوف فلسطينية من عملية عسكرية إسرائيلية في كامل الضفة
عبده الشربيني حمام
تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي عمليتها العسكرية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، وسط مخاوف دولية من تفاقم الأوضاع في المنطقة وعودة التوترات بعد أيام فقط من وقف الحرب في غزة.
وقد تسببت العملية العسكرية الاسرائيلية في نزوح مئات الفلسطينيين من المخيم إلى البلدات والقرى المجاورة، بينما فرضت القوات الإسرائيلية إجراءات أمنية مشددة، بما في ذلك نقاط تفتيش تعتمد على فحص الهويات عبر بصمة العين قبل السماح للمدنيين بمغادرة المنطقة.
ويعيش سكان جنين في حالة من الخوف من أن تمتد المواجهات من المخيم إلى باقي أجزاء المدينة، مما قد يؤدي إلى شل الحياة اليومية بشكل كامل، بالإضافة إلى الدمار الذي تخلفه الآليات العسكرية والجرافات الإسرائيلية التي تعمل داخل المخيم.
جاءت ردود الفعل الدولية سريعة، حيث دعت الخارجية الأردنية إلى “تحرك عاجل من المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني ووقف التصعيد في الضفة الغربية”. وأكدت الأردن على ضرورة تحقيق التهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمنع تفجر الأوضاع، التي قد تهدد أمن المنطقة بأكملها.
من جهتها، أعربت فرنسا عن قلقها البالغ إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، داعية إسرائيل إلى “ضبط النفس”. كما أشارت إلى أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
وصرح رولاند فريدريك، مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بأن مخيم جنين أصبح “بالكاد صالحًا للسكن”، مؤكدًا أن نحو ألفي أسرة نزحت من المخيم منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي. وأضاف أن الوكالة تواجه صعوبات في تقديم الخدمات الكاملة للمخيم بسبب الظروف الأمنية المتدهورة.
وأوضح فريدريك أن الأونروا لم تتمكن من تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان منذ منتصف الشهر الماضي، مما زاد من معاناة الأسر النازحة التي تعيش في ظروف صعبة دون الحصول على الدعم الكافي.
ويخشى الفلسطينيون من أن تمتد المواجهات إلى كامل محافظات الضفة الغربية ، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتعطيل الحياة اليومية بشكل كامل.
كما أن الدمار الذي تخلفه الآليات العسكرية الإسرائيلية يزيد من صعوبة إعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية في الضفة التي تعاني منذ أكثر من سنة حالة من الركود الاقتصادي غير المسبوق .
